يصفها المسؤولون الأميركيون بأنها أكبر قضية رشوة في اطار الحرب في العراق. ولكن اين ذهب مبلغ الـ 9.6 مليون دولار ؟ يقول المدعون ان الضابط برتبة ميجور في الجيش من تكساس الذي عمل كضابط عقود أخذ رشى من متعاقدي مشاريع عسكرية وكلف زوجته وشقيقته الحصول على المال نيابة عنه. ويزعم المحققون ان الثلاثة تلقوا مبلغ 9.6 مليون دولار، ومن المتوقع ان يحصلوا على 5.4 مليون دولار اخرى مما لا يقل عن ثمانية متعاقدين مقابل منحهم عقودا تفضيلية.
واتهم الميجور جون كوكرهام، 41 عاما، من سان انتونيو بالتآمر وغسل الموال والرشوة. كما اتهمت زوجته مليسا، 40 عاما، وهي من سان أنتونيو أيضا، وشقيقته كارولين بليك، 44 عاما، من سونيفيل بولاية تكساس، بغسل الأموال والتآمر. وقد نفى الثلاثة التهم.
واعتقل الثلاثة أواخر يوليو (تموز) الماضي بعد أن فتش المحققون بيت عائلة كوكرهام في فورت سام هوستن بسان انتونيو وادعوا انهم وجدوا دليلا يربطهم بخطة الرشوة. وتبدو جوانب القضية مثل رواية تجسس: حقيبة صغيرة تحتوي على 30 ألف دولار نقدا في مرآب سيارات كويتي، كتابة يدوية في دفتر تشخّص موارد المال مع اسماء مشفرة مثل «ديستني كارتر»، وارشادات تبلغ المشاركين في الخطة باخفاء الوثائق الأساسية في صدر ثوب، وأخيرا اتلاف الارشادات.
غير ان محامي الدفاع يقولون إن الزوجين كروكرهام وبليك هم أشخاص دؤوبون في عملهم وممن يرتادون الكنيسة. وقد اعترف الزوجان بتلقي المال مقابل منح العقود، وفقا لشهادة خطية بقسم من محقق جنائي في الجيش، ولكنهم قدروا المبلغ بما يزيد قليلا عن المليون دولار. وابلغت بليك المحققين انه كان من المقرر استخدام المال لبناء كنيسة وفقا للشهادة. ومن غير الواضح ما اذا كان الزوجان كوكرهام حاولا منذئذ التنصل من اعترافاتهما المزعومة، ولم يعلق جيمي باركس، وهو محامي جون كوكرهام، على القضية أو على استراتيجيته. وقد شخص اثنان من المتعاقدين حتى الآن باعتبارهما شركتين كويتيتين. ولم يقل المدعون شيئا عن الشركات الأخرى ولا عن جنسيتها.
وتوصل المحققون حتى الآن الى مبلغ 415 ألف دولار من المبلغ الذي زعم أنه دفع، بما في ذلك وصل استلام بايداع مبلغ 240 ألف دولار في صندوق ودائع آمن في البنك الوطني بالأردن، و175 ألف دولار من حساب في بنك أميركا زعم أن كوكرهام سحب منه مالا باستخدام بطاقة اعتماد. ويقول بعض خبراء الجريمة انه بعد تشخيص الأموال الأخرى يمكن لمحامي الدفاع ان يقدموا قضيتهم كما لو انها تقريبا محاكمة بقضية قتل بدون وجود جثة. ووفق كل الحسابات لم يلاحظ ان الزوجين كوكرهام كانا قد أنفقا مبالغ كبيرة في الفترة الأخيرة. وفي جلسة يوم 31 يوليو الماضي، كان الزوجان يمتلكان 13 ألف دولار بصيغة دفعات سيارة وكانا يقودان شاحنة صغيرة من طراز تويوتا 2004 وشاحنة «بيك اب» من طراز «ايسوزو» 1993. واشار جون كوكرهام الى 54 ألف دولار اضافية بصيغة ديون، جزئيا عبر بطاقات ائتمان وسلف طلاب. وقال باركس بعد الجلسة ان موكله ارسل الى الكويت كضابط عقود «غير مؤهل لمعالجة الموقف. كيف يمكن لشخص غير مهم ان يكون الوحيد الجالس في قاعة المحكمة بدون أي شخص آخر ؟».
وقد اتهم الزوجان كوكرهام وبليك في شكوى جنائية، ولكن هيئة محلفين يمكن أن تصدر اتهاما رسميا وفقا لمصادر مطلعة على القضية. ويصل الحكم في قضية رشوة كوكرهام وحدها الى السجن لمدة 15 عاما، وفقا لوزارة العدل. ويصل الحكم في قضية غسل الأموال والتآمر الى السجن لمدة 20 عاما وخمس سنوات على التوالي. وفي الوقت الحالي تتمتع بليك بالحرية بكفالة ويحتجز الزوجان كوكرهام في سجن تكساس الفيدرالي المركزي بمنطقة سان أنتونيو. ونقل كوكرهام الى كامب عريفجان، قرب مدينة الكويت، في يونيو (حزيران) 2004. وكان يعمل في عربة مقطورة كبيرة ومع 27 من الجنود والمدنيين ومنح سلطة المصادقة على العقود التي تصل قيمتها الى 10 ملايين دولار. وكانت الحرب العراقية، التي دخلت عامها الثاني عندئذ، توسع حاجات التعاقد اسرع مما كان الجيش قادرا على اقامة مكاتب للموظفين مثل المكتب الموجود في الكويت.
ووفقا لوثائق المحكمة فإن مالك شركة «أورينت جنرال تريدنغ» في الكويت قدم رشوة لكوكرهام مقابل عقد مربح لتجهيز الماء المعبأ بالقناني. ويزعم المدعون ان مالك الشركة وشخصا آخر مرتبطا بالشركة التقيا كوكرهام في يونيو في مرآب سيارات في قاعدة عسكرية كويتية حيث كان يعمل. وقيل ان الرجلين أظهرا له حقيبة أوراق تحتوي على مبلغ 300 ألف دولار نقدا وقالا انها عربون ثقة على ان تعقبها دفعات أخرى. ولم يأخذ كوكرهام المبلغ ولكن السلطات تقول انه أودع في وقت لاحق في حساب مصرفي يمكن أن يتعامل كوكرهام معه.
وبعد وقت قصير اتصل احد الرجلين بكوكرهام قائلا انه يعرف كيف يمكنه «الحصول على اموال أكثر» مع شركة مبيعات كويتية مختلفة تسمى «غرين فالي». وأعقب ذلك لقاء مزعوم في مرآب السيارات تقول وثائق المحكمة ان احد الرجلين عرض فيه حقيبة على كوكرهام تحتوي على 300 ألف دولار نقدا. ومرة أخرى لم يتسلم كوكرهام المال ولكن قيل انه أخبر من جانب الرجل بأن المال سيوضع في حساب مصرفي له في الولايات المتحدة. ووقع كوكرهام عقدا مع «غرين فالي» في 18 اكتوبر (تشرين الأول) 2004. وقال محققون ومحامو كارولين بليك انها جاءت الى الكويت خريف عام 2004 بناء على اقتراح من كوكرهام الذي قال لها ان بوسعها الحصول على دخل افضل من الدخل الذي كانت تتقاضاه كمساعدة تدريس في مدرسة وحارسة في مركز للتسوق خارج دالاس. وفي عام 2004 ذهبت ميليسا كوكرهام لزيارة زوجها. وتقول السلطات الاميركية ان اول رشوة دفعت في ذلك الوقت. وتلقت ميليسا كوكرهام خلال اقامتها في فندق بالكويت مكالمة هاتفية من زوجها ابلغها خلالها بأن شخصا سيأتي ليرافقها الى البنك بغرض فتح حساب مصرفي وتأجير صندوق ودائع. وفي اليوم التالي جاء شخص يحمل مبلغ 800000 دولار في كيس وكان المبلغ بالدولارات والدنانير الكويتية، حسبما جاء في الشهادة الخطية للمحقق العسكري. رافق الرجل ميليسا الى البنك حيث اودعت المبلغ في الصندوق.
وقالت السلطات ان ميليسا كوكرهام توجهت في نهاية الأمر الى تكساس لكنها عادت الى الكويت لمهمة مماثلة عام 2005، ورافقتها هذه المرة شقيقتها وأطفالها الثلاثة، وتركت الأطفال مع شقيقتها في الكويت وغادرت الى دبي، طبقا للإدعاءات، مع امرأة كان قد عرفها عليها زوجها. وجاء في الشهادة الخطية ايضا ان ميليسا تسلمت في دبي من هذه المرأة ما يعادل 500000 دولار بالدرهم الاماراتي ورافقتها الى البنك حيث اودعت المبلغ في صندوق. وجاء في الشهادة الخطية ايضا ان جون كوكرهام بدأ يحتفظ بسجل مكتوب للمبالغ التي تسلمها او تلك التي سلمت لأشخاص آخرين بغرض تسليمها له. كما احتفظت ميليسا بليك ايضا بسجل لمبلغ الـ3.1 مليون دولار التي يقال انها نيابة عن شقيقها، ومن الواضح انها استخدمت شفرة للتعرف على الأشخاص الذين سلموها مبالغ وكانت تكتب الرقم الى جانب اسماء. ويشير السجل، الذي عثرت عليه السلطات، على ان كارولين تقاضت نسبتها ايضا، إذ تشير واحدة من الملاحظات الى «نسبة 10 بالمائة لكارولين». وتقول الشهادة الخطية للمحقق ان كارولين اعترفت بأنها كانت تحتفظ بسجل لتدوين الملاحظات، لكنها قالت انها كانت تستخدمه لأغراض مختلفة، وقالت ايضا انها كانت تريد فتح كنيسة في دولة افريقية، وفي هذا السياق قال محاميها ويلسون انها زارت خلال رحلة لها الى جنوب افريقيا مدرسة للبنات اللائي يتحدرن من اسر فقيرة، وهي مدرسة ممولة من نجمة التلفزيون الاميركية اوبرا وينفري. وأشار محاميها الى انها كانت تعتزم إنشاء شيء مشابه، وقال ايضا انها كانت تعتقد ان هذه نداء من الله. وقالت ميليسا ايضا ان شقيقها أعطاها أسماء الأشخاص الذين من المحتمل ان يساهموا في هذا المشروع، وقالت ايضا، حسبما جاء في الشهادة الخطية، انها اتصلت بها وتعهدوا بالمساعدة وهذا هو ما دونته في السجل. وأكد محاميها انها لم تحصل على أي مبلغ مهما كان. وعاد كوكرهام الى سانت أنتونيو في ديسمبر(كانون الأول) 2005 وكان في فترة خدمة مؤقتة في خليج غوانتانامو لمدة ثلاثة شهور حتى نهاية عام 2006. وفي 21 ديسمبر 2006 فتش المحققون منزله وعثروا على السجل وعلى أوراق تثبت ان ميليسا كوكرهام فتحت حسابا مصرفيا في الكاريبي. وخلال جلسات تحقيق منفصلة في يوم التفتيش واليوم التالي أدلى كوكرهام وزوجته بإفادات متباينة. فقد قالت ميليسا ان مبلغ الـ800000 دولار التي تسلمتها عام 2004 اودعت في صندوق للودائع في الكويت، فيما قال جون كوكرهام ان المبلغ اودع في دبي. قالت ميليسا ايضا ان المبلغ الذي تسلمته في 2005 كان 500000 دولار وانه اودع في دبي، فيما قال زوجها ان مبلغ 300000 دولار اودع في الكويت. وألقت السلطات الفيدرالية القبض على جون وميليسا كوكرهام لدى عودتهما الى سان انتونيو في 22 يوليو ووجهت لهما تهم رسمية. وفي جلسة استماع في 31 يوليو اتخذ القاضي قرارا بعدم إطلاق سراحهما بكفالة وأمر بإعادتهما الى السجن. وضعت القيود على ايديهما وجرى اقتيادهما خارج المحكمة. لم يكن هناك تعبير على وجه ميليسا، فيما كان جون ينظر الى اصدقائه وأفراد اسرته بابتسامة باهتة.
واتهم الميجور جون كوكرهام، 41 عاما، من سان انتونيو بالتآمر وغسل الموال والرشوة. كما اتهمت زوجته مليسا، 40 عاما، وهي من سان أنتونيو أيضا، وشقيقته كارولين بليك، 44 عاما، من سونيفيل بولاية تكساس، بغسل الأموال والتآمر. وقد نفى الثلاثة التهم.
واعتقل الثلاثة أواخر يوليو (تموز) الماضي بعد أن فتش المحققون بيت عائلة كوكرهام في فورت سام هوستن بسان انتونيو وادعوا انهم وجدوا دليلا يربطهم بخطة الرشوة. وتبدو جوانب القضية مثل رواية تجسس: حقيبة صغيرة تحتوي على 30 ألف دولار نقدا في مرآب سيارات كويتي، كتابة يدوية في دفتر تشخّص موارد المال مع اسماء مشفرة مثل «ديستني كارتر»، وارشادات تبلغ المشاركين في الخطة باخفاء الوثائق الأساسية في صدر ثوب، وأخيرا اتلاف الارشادات.
غير ان محامي الدفاع يقولون إن الزوجين كروكرهام وبليك هم أشخاص دؤوبون في عملهم وممن يرتادون الكنيسة. وقد اعترف الزوجان بتلقي المال مقابل منح العقود، وفقا لشهادة خطية بقسم من محقق جنائي في الجيش، ولكنهم قدروا المبلغ بما يزيد قليلا عن المليون دولار. وابلغت بليك المحققين انه كان من المقرر استخدام المال لبناء كنيسة وفقا للشهادة. ومن غير الواضح ما اذا كان الزوجان كوكرهام حاولا منذئذ التنصل من اعترافاتهما المزعومة، ولم يعلق جيمي باركس، وهو محامي جون كوكرهام، على القضية أو على استراتيجيته. وقد شخص اثنان من المتعاقدين حتى الآن باعتبارهما شركتين كويتيتين. ولم يقل المدعون شيئا عن الشركات الأخرى ولا عن جنسيتها.
وتوصل المحققون حتى الآن الى مبلغ 415 ألف دولار من المبلغ الذي زعم أنه دفع، بما في ذلك وصل استلام بايداع مبلغ 240 ألف دولار في صندوق ودائع آمن في البنك الوطني بالأردن، و175 ألف دولار من حساب في بنك أميركا زعم أن كوكرهام سحب منه مالا باستخدام بطاقة اعتماد. ويقول بعض خبراء الجريمة انه بعد تشخيص الأموال الأخرى يمكن لمحامي الدفاع ان يقدموا قضيتهم كما لو انها تقريبا محاكمة بقضية قتل بدون وجود جثة. ووفق كل الحسابات لم يلاحظ ان الزوجين كوكرهام كانا قد أنفقا مبالغ كبيرة في الفترة الأخيرة. وفي جلسة يوم 31 يوليو الماضي، كان الزوجان يمتلكان 13 ألف دولار بصيغة دفعات سيارة وكانا يقودان شاحنة صغيرة من طراز تويوتا 2004 وشاحنة «بيك اب» من طراز «ايسوزو» 1993. واشار جون كوكرهام الى 54 ألف دولار اضافية بصيغة ديون، جزئيا عبر بطاقات ائتمان وسلف طلاب. وقال باركس بعد الجلسة ان موكله ارسل الى الكويت كضابط عقود «غير مؤهل لمعالجة الموقف. كيف يمكن لشخص غير مهم ان يكون الوحيد الجالس في قاعة المحكمة بدون أي شخص آخر ؟».
وقد اتهم الزوجان كوكرهام وبليك في شكوى جنائية، ولكن هيئة محلفين يمكن أن تصدر اتهاما رسميا وفقا لمصادر مطلعة على القضية. ويصل الحكم في قضية رشوة كوكرهام وحدها الى السجن لمدة 15 عاما، وفقا لوزارة العدل. ويصل الحكم في قضية غسل الأموال والتآمر الى السجن لمدة 20 عاما وخمس سنوات على التوالي. وفي الوقت الحالي تتمتع بليك بالحرية بكفالة ويحتجز الزوجان كوكرهام في سجن تكساس الفيدرالي المركزي بمنطقة سان أنتونيو. ونقل كوكرهام الى كامب عريفجان، قرب مدينة الكويت، في يونيو (حزيران) 2004. وكان يعمل في عربة مقطورة كبيرة ومع 27 من الجنود والمدنيين ومنح سلطة المصادقة على العقود التي تصل قيمتها الى 10 ملايين دولار. وكانت الحرب العراقية، التي دخلت عامها الثاني عندئذ، توسع حاجات التعاقد اسرع مما كان الجيش قادرا على اقامة مكاتب للموظفين مثل المكتب الموجود في الكويت.
ووفقا لوثائق المحكمة فإن مالك شركة «أورينت جنرال تريدنغ» في الكويت قدم رشوة لكوكرهام مقابل عقد مربح لتجهيز الماء المعبأ بالقناني. ويزعم المدعون ان مالك الشركة وشخصا آخر مرتبطا بالشركة التقيا كوكرهام في يونيو في مرآب سيارات في قاعدة عسكرية كويتية حيث كان يعمل. وقيل ان الرجلين أظهرا له حقيبة أوراق تحتوي على مبلغ 300 ألف دولار نقدا وقالا انها عربون ثقة على ان تعقبها دفعات أخرى. ولم يأخذ كوكرهام المبلغ ولكن السلطات تقول انه أودع في وقت لاحق في حساب مصرفي يمكن أن يتعامل كوكرهام معه.
وبعد وقت قصير اتصل احد الرجلين بكوكرهام قائلا انه يعرف كيف يمكنه «الحصول على اموال أكثر» مع شركة مبيعات كويتية مختلفة تسمى «غرين فالي». وأعقب ذلك لقاء مزعوم في مرآب السيارات تقول وثائق المحكمة ان احد الرجلين عرض فيه حقيبة على كوكرهام تحتوي على 300 ألف دولار نقدا. ومرة أخرى لم يتسلم كوكرهام المال ولكن قيل انه أخبر من جانب الرجل بأن المال سيوضع في حساب مصرفي له في الولايات المتحدة. ووقع كوكرهام عقدا مع «غرين فالي» في 18 اكتوبر (تشرين الأول) 2004. وقال محققون ومحامو كارولين بليك انها جاءت الى الكويت خريف عام 2004 بناء على اقتراح من كوكرهام الذي قال لها ان بوسعها الحصول على دخل افضل من الدخل الذي كانت تتقاضاه كمساعدة تدريس في مدرسة وحارسة في مركز للتسوق خارج دالاس. وفي عام 2004 ذهبت ميليسا كوكرهام لزيارة زوجها. وتقول السلطات الاميركية ان اول رشوة دفعت في ذلك الوقت. وتلقت ميليسا كوكرهام خلال اقامتها في فندق بالكويت مكالمة هاتفية من زوجها ابلغها خلالها بأن شخصا سيأتي ليرافقها الى البنك بغرض فتح حساب مصرفي وتأجير صندوق ودائع. وفي اليوم التالي جاء شخص يحمل مبلغ 800000 دولار في كيس وكان المبلغ بالدولارات والدنانير الكويتية، حسبما جاء في الشهادة الخطية للمحقق العسكري. رافق الرجل ميليسا الى البنك حيث اودعت المبلغ في الصندوق.
وقالت السلطات ان ميليسا كوكرهام توجهت في نهاية الأمر الى تكساس لكنها عادت الى الكويت لمهمة مماثلة عام 2005، ورافقتها هذه المرة شقيقتها وأطفالها الثلاثة، وتركت الأطفال مع شقيقتها في الكويت وغادرت الى دبي، طبقا للإدعاءات، مع امرأة كان قد عرفها عليها زوجها. وجاء في الشهادة الخطية ايضا ان ميليسا تسلمت في دبي من هذه المرأة ما يعادل 500000 دولار بالدرهم الاماراتي ورافقتها الى البنك حيث اودعت المبلغ في صندوق. وجاء في الشهادة الخطية ايضا ان جون كوكرهام بدأ يحتفظ بسجل مكتوب للمبالغ التي تسلمها او تلك التي سلمت لأشخاص آخرين بغرض تسليمها له. كما احتفظت ميليسا بليك ايضا بسجل لمبلغ الـ3.1 مليون دولار التي يقال انها نيابة عن شقيقها، ومن الواضح انها استخدمت شفرة للتعرف على الأشخاص الذين سلموها مبالغ وكانت تكتب الرقم الى جانب اسماء. ويشير السجل، الذي عثرت عليه السلطات، على ان كارولين تقاضت نسبتها ايضا، إذ تشير واحدة من الملاحظات الى «نسبة 10 بالمائة لكارولين». وتقول الشهادة الخطية للمحقق ان كارولين اعترفت بأنها كانت تحتفظ بسجل لتدوين الملاحظات، لكنها قالت انها كانت تستخدمه لأغراض مختلفة، وقالت ايضا انها كانت تريد فتح كنيسة في دولة افريقية، وفي هذا السياق قال محاميها ويلسون انها زارت خلال رحلة لها الى جنوب افريقيا مدرسة للبنات اللائي يتحدرن من اسر فقيرة، وهي مدرسة ممولة من نجمة التلفزيون الاميركية اوبرا وينفري. وأشار محاميها الى انها كانت تعتزم إنشاء شيء مشابه، وقال ايضا انها كانت تعتقد ان هذه نداء من الله. وقالت ميليسا ايضا ان شقيقها أعطاها أسماء الأشخاص الذين من المحتمل ان يساهموا في هذا المشروع، وقالت ايضا، حسبما جاء في الشهادة الخطية، انها اتصلت بها وتعهدوا بالمساعدة وهذا هو ما دونته في السجل. وأكد محاميها انها لم تحصل على أي مبلغ مهما كان. وعاد كوكرهام الى سانت أنتونيو في ديسمبر(كانون الأول) 2005 وكان في فترة خدمة مؤقتة في خليج غوانتانامو لمدة ثلاثة شهور حتى نهاية عام 2006. وفي 21 ديسمبر 2006 فتش المحققون منزله وعثروا على السجل وعلى أوراق تثبت ان ميليسا كوكرهام فتحت حسابا مصرفيا في الكاريبي. وخلال جلسات تحقيق منفصلة في يوم التفتيش واليوم التالي أدلى كوكرهام وزوجته بإفادات متباينة. فقد قالت ميليسا ان مبلغ الـ800000 دولار التي تسلمتها عام 2004 اودعت في صندوق للودائع في الكويت، فيما قال جون كوكرهام ان المبلغ اودع في دبي. قالت ميليسا ايضا ان المبلغ الذي تسلمته في 2005 كان 500000 دولار وانه اودع في دبي، فيما قال زوجها ان مبلغ 300000 دولار اودع في الكويت. وألقت السلطات الفيدرالية القبض على جون وميليسا كوكرهام لدى عودتهما الى سان انتونيو في 22 يوليو ووجهت لهما تهم رسمية. وفي جلسة استماع في 31 يوليو اتخذ القاضي قرارا بعدم إطلاق سراحهما بكفالة وأمر بإعادتهما الى السجن. وضعت القيود على ايديهما وجرى اقتيادهما خارج المحكمة. لم يكن هناك تعبير على وجه ميليسا، فيما كان جون ينظر الى اصدقائه وأفراد اسرته بابتسامة باهتة.